-A +A
الأطفال ذوو الظروف الخاصة شريحة بحاجة لمزيد من اهتمام المجتمع، خصوصا أنهم يتحملون ذنب ووزر غيرهم، خرجوا للدنيا بصحائف بيضاء، لكن النظرة القاسية التي يجدونها من البعض تؤلمهم، وربما تحولهم إلى أفراد ناقمين على من حولهم. وعلى الرغم من أن مجتمعنا السعودي الذي يستمد نهجه وتعاليمه من الدين الإسلامي الحنيف، يحرص على رعاية تلك الفئة، إلا أن ذلك الأهتمام لا يزال دون المستوى، فالأطفال من ذوي الظروف الخاصة يدفعون ثمن خطيئة هم أبرياء منها، وسيظلون أسرى لها طيلة حياتهم، ما لم نتحرك ونساعدهم ونحتضنهم، ابتغاء الأجر في الدنيا والآخرة، فديننا الإسلامي السمح، أوصى بهم خيرا.
وسألت أحد علماء الشريعة في المملكة الأجلاء عن أجر الاحتضان هذه الفئة فرد قائلا: «جزاؤهم كبير وعظيم عند الله، وأعظم من أجر احتضان اليتيم لأن اليتيم لديه النسب والأقارب والعائلة أما هذه الفئة ليس لهم إلا الله عز وجل ثم من يحتضنهم وهذا لا يقلل من شأن احتضان اليتيم وأجره».
واحتضان الأطفال ذوي الظروف الخاصة مع الأسر يسهم في تقوية أواصر المجتمع، وردم فجوة كانت ستحدث فيه، في حال بقيت تلك الفئة بلا رعاية واحتضان، لأن الاهتمام بهم ينشئهم على التعاليم الإسلامية، ويجعلهم يتطبعون بالعادات والتقاليد النبيلة.ولي تجربة اعتز بها كثيرا، باحتضاني طفلة من جمعية الوداد الخيرية، هي ابنتي «ود» التي ملأت علي المنزل، وعوضتني وزوجتي الحرمان من الأطفال، وأرجو من مؤسسات المجتمع والجهات الحكومية تسهيل إجراءات احتضان هذه الفئة، وتكثيف توعية المجتمع نحوهم لتغيير نظرة البعض السلبية نحوهم، لأنهم ضحايا وليسوا مذنبين وهم أحباب الله. وأرى أن الإعلام السعودي لم يؤد دوره في هذا الجانب على الوجه الأكمل، ولم يحض ويشجع على احتضان ذوي الظروف الخاصة، واقترح هنا تقديم حوافزودعم هذه الفئة من الأطفال مثل صرف تأمين طبي داخل وخارج المملكة، ومكافأة الأسر الحاضنة، منحهم تذاكر سفر مخفضة داخل وخارج المملكة وتخفيض في الفنادق وكذلك تسهيل لبعض الإجراءات في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص.

عبدالرحمن بن سعد الغامدي